ـ والتاريخ خير شاهد. فماذا صنع الله بأبي جهل فرعون هذه الأمة الذي أراد أن يخدش رأس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو ساجد عند الكعبة؟ وماذا صنع الله بعتبة بن أبي لهب الذي بصق في وجه رسول الله؟ وماذا صنع الله بعقبة بن أبي معيط الذي وطئ على رقبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو ساجد حتى كانت عيناه تندران؟ وما صنع بصناديد الكفر من أمثال عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأمية بن خلف والعاص بن وائل وأبي لهب بن عبد المطلب وعبد الله بن سلول وحيي بن أخطب وبلعام بن عازوراء وكعب بن أسد ولبيد بن الأعصم وزينب بنت سلام بن مشكم وغيرهم كثير ممن ختم على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة؟
4ـ ما نشر في الجريدة التي سموها الوفاق وهي جريدة النفاق والشقاق من الزندقة وإشاعة قالة السوء عن نبينا - صلى الله عليه وسلم - وطعن المسلمين في دينهم بطعن رسولهم - صلى الله عليه وسلم - بما لم يخطر على بال المشركين من أمثال أبي جهل والأخنس بن شريق وغيرهم وذلك بتاريخ الخميس 12/ ربيع أول/ 1426 حيث تضمنت تلك المقالة رمياً لأم النبي - صلى الله عليه وسلم - بالزنا، ففيه بالحرف الواحد: (من كل ما تقدم يجب أن يكون الحمل بمحمد جاء بعد أربع سنوات من الحمل بحمزة أي بعد موت أبي محمد بأعوام وسنوات، أو أن محمداً مكث في بطن أمه أربع سنوات حسب بعض التقديرات) وقال في موضع آخر: (إن المولود بعد سنوات من موت عبد الله لا يمكن أن يكون ابن عبد الله إلا إذا كان محمد قد مكث في بطن أمه أربع سنوات) وقال في موضع ثالث: (آمنة تعترف أن الحمل بمحمد قد سبقه حمل آخر مرة أو مرات) وفي المقال كذلك اعتداء على أبي النبي - صلى الله عليه وسلم - ونسبة الفاحشة إليه بأرذل عبارة وأقبح أسلوب حيث ورد فيه بالحرف الواحد: (أي أب ذلك الأب الذي واعد الزانية رغم أنه متزوج بآمنة منذ أيام قلائل) وقال في موضع آخر: (أي شرف ينسب لذلك الرجل المتزوج من أيام قلائل ثم يواعد عاهرة، ويقول: حتى أغتسل؟ هل العفة مفروضة على النساء والتحلل منها وسام على صدور الرجال؟ وفي ذات المقال نفي لنسب النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي ثبت عند المسلمين بالتواتر ففيه بالحرف الواحد: بقوله (إن محمداً من كندة وليس من بني هاشم واعترف محمد بذلك وقالوا أيضاً: إن محمداً لا أصل له) وفي الصفحة نفسها مقال بعنوان جذور محمد عرض فيه الكاتب ترهات وأباطيل كان يتكلم بها المشركون الأولون من جنس قولهم (إنما يعلمه بشر) وقولهم)أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا) ففيه بالحرف الواحد: نرى الكهانة والعرافة كانت تضرب في جذور محمد والهواتف التي تلقي السجع على الكهان تشبه القرآن. وفي موضع آخر يطعن في القرآن والوحي فيقول لعنه الله: لقد دخل محمد الكعبة عشرات المرات قبل سن الأربعين ورأى صور الأنبياء والملائكة وصور عيسى وأمه، وككل البشر سأل عما يقع عليه بصره وتلقى إجابات من أفواه زوار الكعبة، وككل قصص الأفواه يختلط فيها الحقيقة بالخيال. نعم كانت جدران الكعبة واحدة من أهم المدارس التي تعلم فيها محمد والكثيرون من أهل مكة وجزيرة العرب حجاج الكعبة، وسنرى أشعارهم كيف جاءت بالكثير من أخبار الأنبياء والتي تطابقت مع القرآن وسبقته بكثير. وتضمنت المقالة كذلك رمياً للصحابي الجليل عمرو بن العاص - رضي الله عنه - حيث قال بالحرف الواحد: وهذا ما سنراه عندما تنازع أربعة وهم: العاص وأبو لهب وأمية بن خلف وأبو سفيان بن حرب على بنوة عمرو بن العاص رغم معرفتهم بأن أمه عاهرة وتناوبوا عليها الأربعة في وقت واحد.
5ـ أيها المسلمون: ما هو حكم الإسلام فيمن سب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ يقول القاضي عياض المالكي - رحمه الله تعالى -: من سبَّ النبي - عليه الصلاة والسلام - أو عابه أو ألحق به نقصاً في نسبه أو نفسه أو دينه أو خصلة من خصاله أو عرَّض به أو شبَّهه بشيء على طريق السب والازدراء عليه أو النقص لشأنه أو الغض منه والعيب له فهو ساب تلويحاً كان أو تصريحاً، وكذلك من لعنه أو دعا عليه أو تمنى مضرة له أو نسب إليه ما لا يليق بمنصبه على طريق الذم أو عبث في جهته العزيزة بسخف من الكلام أو بشيء مما جرى من البلاء والمحنة عليه أو عصمته بشيء من العوارض البشرية الجائزة والمعهودة لديه - قتل. قال: هذا كله إجماع من العلماء وأئمة الفتوى من لدن الصحابة رضوان الله عليهم إلى هلم جرا. وقال ابن قدامة الحنبلي - رحمه الله - في كتابه المغني: قذف النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقذف أمه، ردة عن الإسلام، وخروج عن الملة، وكذلك سبُّه بغير القذف.
6ـ أيها المسلمون عباد الله: قد يقول قائل: إن الصحيفة ناقلة لا منشئة حيث نقلت ذلك المقال وأتبعته في أيام تالية ببعض الردود فَلِمَ يحاسبُ القائمون عليها؟ والجواب: هل مهمة المسلم ـ إن كان مسلماً ـ أن يتتبع القاذورات التي قيلت في حق نبينا - صلى الله عليه وسلم - فيؤذي بها أتباعه وأحبابه في يوم مولده؟ وبعدما كانت نسياً منسياً لا يعلم بها إلا القليل ينشرها على الناس في جريدة تدخل إلى بيوت كثير من المسلمين، ثم يقول: أنا نشرتها لأرد عليها. ثم ما أدراك أيها الناشر يا من طمس الله بصرك وبصيرتك أن قارئ تلك الترهات سيقرأ ردك؟ وما أدراك أن ردك سيكون مزيلاً لتلك الشبهات أو ماحياً لتلك الأباطيل؟ وما موقف الواحد منكم أيها المسلمون لو أن الجريدة نفسها نشرت كلاماً يشبه هذا عنه وعن أمه وأبيه وبعض أصحابه ولم تعقبه بتعليق يدل على كذبه في ذات العدد؟ أكان يرضى ذلك لنفسه وأبيه وأمه؟ والله إن صنيع هذا المسكين أخبث من صنيع من يفتح باراً يبيع فيه الخمر للناس ثم يقول: أنا سأبيِّن للناس أضرارها وأوزارها وأرد على من يستحلونها ويروجونها!! وأخبث من صنيع من يعرض أشرطة للفاحشة ثم يقول: أنا سأحذر الناس منها. والله إنها لزندقة
7ـ